لأن الجهل يسبب الفساد الأخلاقي والتحلل الاجتماعي.. تأتي ضرورة محو الأمية الجنسية كأولوية مجتمعية للحفاظ على كيان المجتمع؛ لهذا ينادي البعض بأهمية تدريس الصحة الجنسية في المدارس للوقاية من المشاكل التي قد تهدد كيان المجتمعات نتيجة للجهل، مثل: الزنا، والانحراف الجنسي، والإجهاض، وعدم الارتواء الجنسي، ثم الخيانة الزوجية، وأخيرًا الطلاق، فقليل من المعرفة يجنبنا مشاكل تافهة قد تؤدي إلى كوارث اجتماعية خطيرة.
لهذا وجدنا من الضروري فتح الحوار مع متخصصين في هذا المجال؛ ليضعوا خطواتنا على الطريق السليم.
العجز الجنسي
يؤكد الأستاذ الدكتور بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة وأحد المؤسسين لجمعية نشر العلوم الجنسية في البلاد العربية أنه بسبب تفشي الجهل وذيوع المعتقدات الاجتماعية الخاطئة، أصيب الكثير من الرجال والنساء بالفشل والإحباط ثم العجز الجنسي الذي ظهر خلال العشرين سنة الأخيرة، والتي أثبتت الدراسات أن حوالي 20% من رجال العالم مصابون بالعجز الجنسي.
كما يلاحظ أن أمراض الذكورة لم تكن معروفة حتى وقت قريب، وكانت المرأة هي المتهمة الوحيدة دائمًا بعدم الإنجاب، وكان معظم المترددين لدى إخصائيي أمراض الذكورة هم أفراد فوق منتصف العمر.. بينما غالبية المترددين الآن من الشباب بعد انتشار حالات الضعف الجنسي عند الرجال في سن 30 و40 عامًا، وهي كانت تحدث للرجال في العمر المتقدم حينما يصلون إلى سن الخمسين والستين.
وعن المعنى الموضوعي لمفهوم الثقافة الجنسية الخاطئة.. يشير "مطاوع" إلى أنه ينبغي أولاً أن نفرق بين الثقافة الجنسية والتعليم الجنسي؛ فالثقافة الجنسية هي أن يعرف الإنسان ما يفيده، لكن عدم توافر تلك الثقافة يؤدي إلى لجوء الشاب أو الفتاة إلى استقاء معلوماته الجنسية من مصادر غير صحيحة مثل الكتب الجنسية الموجودة على الأرصفة التي لا تقوم سوى بوظيفة واحدة هي إثارة الغرائز، وهي مليئة بالمعلومات الخاطئة حيث يكون الشخص سليمًا ويعتقد أنه مريض أو عاجز جنسيًّا، وغالبية تلك الكتب تحتوي على كلام غير علمي، وهذا يؤدي إلى تصورات وهمية وخيالية لدى الشخص عن الجنس، وعندما يفشل في تحقيق هذه الأوهام يعاني من العجز النفسي. وهناك مصدر أخطر، وهو الأصدقاء الذين يعطون الثقافة الجنسية الشفهية، وهنا تكمن الخطورة من انتقال المعلومة من الأنضج جسدًا والأجهل عقلاً إلا من هم في سنهم، وهي غالبًا ما تكون صورة غير حقيقية عن طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى، ويجعله يعتقد بعد ذلك أنه عاجز؛ لأن لقاءاته لا تمتد لأربع ساعات.
غشاء البكارة
وعن ماهية هذه الأوهام التي يسببها تشوه الثقافة الجنسية، يضيف أن أشهر هذه الأوهام حول غشاء البكارة التي تقول بأن الرياضات العنيفة تؤثر على الغشاء لدى الفتيات؛ وهو ما يؤدي إلى إحجام كثير من الفتيات عن ممارسة الرياضات العنيفة، أو يؤدي إلى الغش؛ حيث تتعلل الفتاة بأنها فقدت غشاء بكارتها؛ لأنها كانت تمارس رياضة عنيفة مع أن هذا غير صحيح.
ومن الأوهام أيضًا اعتقاد الكثير من الرجال أنه ليس من حق الفتاة أن تصل لذروة الإحساس الجنسي الكامل، أو أن تبادر هي إلى طلب الجنس من زوجها. والغريب أن شخصًا قام بطلاق زوجته؛ لأنها كانت تعبِّر عن وصولها للنشوة بطريقتها الخاصة، فاعتقد أن جنّيًا قد لبس جسد زوجته!!
دور الأسرة والمدرسة
ويشير الدكتور "بهجت مطاوع" إلى أن الأسرة تقوم بتشويه الثقافة الجنسية للأبناء؛ إما لجهلها، أو لاعتبارها أن الجنس من الجوانب المحرم الحديث فيها، أو لخجل الأم أو الأب، وإحساسهما أنه ينبغي عدم الحديث في هذا الموضوع؛ فيلجأ الشاب أو الفتاة إلى تلك الثقافة المشوهة.
هناك دراسة أجريت على مجموعة من المراهقين، أجمع معظمهم على طرح هذه المعلومات حسب الحاجة إليها؛ فيتم الحديث مثلاً عن تغيرات البلوغ مع مَن هم على أبواب مرحلة البلوغ، والحديث عن الزواج والمعاشرة الجنسية مع مَن هم على أبواب الزواج... وهكذا، وقد وجدنا غالبية الأبناء يفضلون الحصول على المعلومات الجنسية من الوالدين.
والأمر نفسه بالنسبة للفتيات اللاتي تفاجأ كثيرات منهن بالدورة الشهرية، وتعتقد الفتاة أنها جرحت؛ وذلك نتيجة الثقافة الجنسية، وما أحوجنا إلى تدريسها في المدارس إذا عرفنا أن 27% من الفتيات اللاتي شملهن بحث أجراه "مركز دراسات المرأة الجديدة" لم يستطعن الإجابة على سؤال في البحث يقول: "ما هو الجنس؟"؛ لذلك يجب الاهتمام بتعليم المعلم كيف يعلم الطفل الصغير في المدرسة أن هناك خصوصية لأعضائه التناسلية حتى لا يتعرض لحالات الاغتصاب.
ويضيف د. بهجت: من أغرب الحالات التي صادفتني كطبيب، ولعب جهل الوالدين دورًا في أن يصبح ابنهم عقيما.. كان الشاب في الخامسة عشرة من عمره، وما زالت خصيته معلقة، فأعطيته بعض الأدوية، ثم أجريت له عملية جراحية لإنزال الخصية.. وهناك حالات لأزواج حاصلين على أعلى الدرجات العلمية بعد تخرجهم في الجامعة لا يعرفون كيف يمكن أن تقام علاقة زوجية ناجحة!!
القدرة الجنسية
وما إذا كان للعوامل النفسية دور في تشويه تلك الثقافة الجنسية.. يستطرد أن هناك دراسة لقسم أمراض الذكورة بطب القصر العيني تؤكد أن 30% من الذين يعانون من الضعف الجنسي في مصر يعانون منه لأسباب نفسية؛ فاضطرابات القدرة الجنسية مشكلة لا تؤثر على الصحة العامة للمريض فحسب، ولكن تؤثر بشكل واضح على صحته النفسية، وثقته بنفسه، وتواصله بالمجتمع؛ وهو ما ينعكس على العلاقة بين المريض وشريك الحياة، ويؤدي إلى فشل الحياة الزوجية، أو على الأقل توترها الدائم، وهذه المشكلة قد تتفاقم بسبب نقص المعرفة المتعلقة بالصحة الجنسية.
في الماضي كانت العلاقات الزوجية محددة بين الرجل وزوجته، لكن الأمر اختلف عندما أصبح الزوج يتساوى مع زوجته في الأدوار الاجتماعية كلها، بعد أن كان من قبل يمتلك السيطرة الاجتماعية.. وهذا ينعكس على الأداء الجنسي بالنسبة للزوج؛ فالأداء الجنسي يحتاج إلى الثقة بالنفس، والأعصاب الهادئة، والتوافق بين الزوجين. ولو افتقدنا هذه العوامل فإنه يحدث توتر في الجهاز العصبي، ويعطي إشارات معينة بمواد معينة لها دور في إنهاء العملية الجنسية سريعا، وهو ما يعرف بـ"سرعة القذف"، ولو استطاع هؤلاء الأشخاص الحصول على قدر من الثقة والتوافق النفسي لانتهت هذه المشكلة تمامًا.
الغذاء.. والجنس
ويضيف أن البعض يربط بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان وقوة أو ضعف الأداء الجنسي، وهذا ليس بصحيح؛ فليس للغذاء -نقصًا أو زيادة- أي تأثير على العملية الجنسية، طالما أن هذا الغذاء في الحدود الطبيعية والمعقولة، لكن لو أن شخصًا لديه أنيميا أو نقص في مواد معينة في جسمه؛ فإنه يتأثر بذلك في العملية الجنسية، وكذلك التخمة في تناول الغذاء؛ فالتغذية السليمة هي المطلوبة، ولكن ما نسمع عنه من تناول النباتات والأعشاب مثل الطحالب البحرية وأجزاء من بعض الحيوانات (التمساح) لا تفيد في شيء بالنسبة للعملية الجنسية.
كما يعتقد البعض أن تناول بعض المخدرات مثل تدخين الحشيش واحتساء الخمور قبل ممارسة العملية الجنسية يزيد من قوة الأداء الجنسي، وهذا خدعة وأكذوبة ناتجة عن ثقافة موروثة.. فتناول تلك المواد وغيرها يدمر العملية الجنسية؛ لأن هذه المواد تؤدي إلى تدمير خلايا المخ ودائرة الهرمونات في الجسد، وإذا استمر الإنسان في تناولها يحدث له نوع من الشلل العصبي المدمر.
وفي نهاية حديثه يشير الدكتور بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة إلى اعتقاد البعض أن القدرة الجنسية لا بد أن تنتهي في وقت ما عند تقدم السن، ويقول: حتى وقت قريب كانت فكرة أن يستمتع كبار السن بحياتهم الجنسية فكرة تدعو إلى السخرية، لكن الواقع غير ذلك؛ فالتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الإنسان عندما يتقدم في السن لا تعتبر عائقًا في سبيل الاستمتاع بالحياة الجنسية.. وهناك دراسة أمريكية أجريت على 800 شخص تجاوزت أعمارهم الستين أثبتت أن نسبة 97% منهم لا يزالون ينعمون بالقدرة الجنسية. إذن فليس هناك سن محددة للاعتزال، ولكن المعتقدات الخاطئة، وعدم الثقة بالنفس يمثلان الحاجز النفسي الأكبر أمام الاستمتاع بالحياة الجنسية.
لهذا وجدنا من الضروري فتح الحوار مع متخصصين في هذا المجال؛ ليضعوا خطواتنا على الطريق السليم.
العجز الجنسي
يؤكد الأستاذ الدكتور بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة وأحد المؤسسين لجمعية نشر العلوم الجنسية في البلاد العربية أنه بسبب تفشي الجهل وذيوع المعتقدات الاجتماعية الخاطئة، أصيب الكثير من الرجال والنساء بالفشل والإحباط ثم العجز الجنسي الذي ظهر خلال العشرين سنة الأخيرة، والتي أثبتت الدراسات أن حوالي 20% من رجال العالم مصابون بالعجز الجنسي.
كما يلاحظ أن أمراض الذكورة لم تكن معروفة حتى وقت قريب، وكانت المرأة هي المتهمة الوحيدة دائمًا بعدم الإنجاب، وكان معظم المترددين لدى إخصائيي أمراض الذكورة هم أفراد فوق منتصف العمر.. بينما غالبية المترددين الآن من الشباب بعد انتشار حالات الضعف الجنسي عند الرجال في سن 30 و40 عامًا، وهي كانت تحدث للرجال في العمر المتقدم حينما يصلون إلى سن الخمسين والستين.
وعن المعنى الموضوعي لمفهوم الثقافة الجنسية الخاطئة.. يشير "مطاوع" إلى أنه ينبغي أولاً أن نفرق بين الثقافة الجنسية والتعليم الجنسي؛ فالثقافة الجنسية هي أن يعرف الإنسان ما يفيده، لكن عدم توافر تلك الثقافة يؤدي إلى لجوء الشاب أو الفتاة إلى استقاء معلوماته الجنسية من مصادر غير صحيحة مثل الكتب الجنسية الموجودة على الأرصفة التي لا تقوم سوى بوظيفة واحدة هي إثارة الغرائز، وهي مليئة بالمعلومات الخاطئة حيث يكون الشخص سليمًا ويعتقد أنه مريض أو عاجز جنسيًّا، وغالبية تلك الكتب تحتوي على كلام غير علمي، وهذا يؤدي إلى تصورات وهمية وخيالية لدى الشخص عن الجنس، وعندما يفشل في تحقيق هذه الأوهام يعاني من العجز النفسي. وهناك مصدر أخطر، وهو الأصدقاء الذين يعطون الثقافة الجنسية الشفهية، وهنا تكمن الخطورة من انتقال المعلومة من الأنضج جسدًا والأجهل عقلاً إلا من هم في سنهم، وهي غالبًا ما تكون صورة غير حقيقية عن طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى، ويجعله يعتقد بعد ذلك أنه عاجز؛ لأن لقاءاته لا تمتد لأربع ساعات.
غشاء البكارة
وعن ماهية هذه الأوهام التي يسببها تشوه الثقافة الجنسية، يضيف أن أشهر هذه الأوهام حول غشاء البكارة التي تقول بأن الرياضات العنيفة تؤثر على الغشاء لدى الفتيات؛ وهو ما يؤدي إلى إحجام كثير من الفتيات عن ممارسة الرياضات العنيفة، أو يؤدي إلى الغش؛ حيث تتعلل الفتاة بأنها فقدت غشاء بكارتها؛ لأنها كانت تمارس رياضة عنيفة مع أن هذا غير صحيح.
ومن الأوهام أيضًا اعتقاد الكثير من الرجال أنه ليس من حق الفتاة أن تصل لذروة الإحساس الجنسي الكامل، أو أن تبادر هي إلى طلب الجنس من زوجها. والغريب أن شخصًا قام بطلاق زوجته؛ لأنها كانت تعبِّر عن وصولها للنشوة بطريقتها الخاصة، فاعتقد أن جنّيًا قد لبس جسد زوجته!!
دور الأسرة والمدرسة
ويشير الدكتور "بهجت مطاوع" إلى أن الأسرة تقوم بتشويه الثقافة الجنسية للأبناء؛ إما لجهلها، أو لاعتبارها أن الجنس من الجوانب المحرم الحديث فيها، أو لخجل الأم أو الأب، وإحساسهما أنه ينبغي عدم الحديث في هذا الموضوع؛ فيلجأ الشاب أو الفتاة إلى تلك الثقافة المشوهة.
هناك دراسة أجريت على مجموعة من المراهقين، أجمع معظمهم على طرح هذه المعلومات حسب الحاجة إليها؛ فيتم الحديث مثلاً عن تغيرات البلوغ مع مَن هم على أبواب مرحلة البلوغ، والحديث عن الزواج والمعاشرة الجنسية مع مَن هم على أبواب الزواج... وهكذا، وقد وجدنا غالبية الأبناء يفضلون الحصول على المعلومات الجنسية من الوالدين.
والأمر نفسه بالنسبة للفتيات اللاتي تفاجأ كثيرات منهن بالدورة الشهرية، وتعتقد الفتاة أنها جرحت؛ وذلك نتيجة الثقافة الجنسية، وما أحوجنا إلى تدريسها في المدارس إذا عرفنا أن 27% من الفتيات اللاتي شملهن بحث أجراه "مركز دراسات المرأة الجديدة" لم يستطعن الإجابة على سؤال في البحث يقول: "ما هو الجنس؟"؛ لذلك يجب الاهتمام بتعليم المعلم كيف يعلم الطفل الصغير في المدرسة أن هناك خصوصية لأعضائه التناسلية حتى لا يتعرض لحالات الاغتصاب.
ويضيف د. بهجت: من أغرب الحالات التي صادفتني كطبيب، ولعب جهل الوالدين دورًا في أن يصبح ابنهم عقيما.. كان الشاب في الخامسة عشرة من عمره، وما زالت خصيته معلقة، فأعطيته بعض الأدوية، ثم أجريت له عملية جراحية لإنزال الخصية.. وهناك حالات لأزواج حاصلين على أعلى الدرجات العلمية بعد تخرجهم في الجامعة لا يعرفون كيف يمكن أن تقام علاقة زوجية ناجحة!!
القدرة الجنسية
وما إذا كان للعوامل النفسية دور في تشويه تلك الثقافة الجنسية.. يستطرد أن هناك دراسة لقسم أمراض الذكورة بطب القصر العيني تؤكد أن 30% من الذين يعانون من الضعف الجنسي في مصر يعانون منه لأسباب نفسية؛ فاضطرابات القدرة الجنسية مشكلة لا تؤثر على الصحة العامة للمريض فحسب، ولكن تؤثر بشكل واضح على صحته النفسية، وثقته بنفسه، وتواصله بالمجتمع؛ وهو ما ينعكس على العلاقة بين المريض وشريك الحياة، ويؤدي إلى فشل الحياة الزوجية، أو على الأقل توترها الدائم، وهذه المشكلة قد تتفاقم بسبب نقص المعرفة المتعلقة بالصحة الجنسية.
في الماضي كانت العلاقات الزوجية محددة بين الرجل وزوجته، لكن الأمر اختلف عندما أصبح الزوج يتساوى مع زوجته في الأدوار الاجتماعية كلها، بعد أن كان من قبل يمتلك السيطرة الاجتماعية.. وهذا ينعكس على الأداء الجنسي بالنسبة للزوج؛ فالأداء الجنسي يحتاج إلى الثقة بالنفس، والأعصاب الهادئة، والتوافق بين الزوجين. ولو افتقدنا هذه العوامل فإنه يحدث توتر في الجهاز العصبي، ويعطي إشارات معينة بمواد معينة لها دور في إنهاء العملية الجنسية سريعا، وهو ما يعرف بـ"سرعة القذف"، ولو استطاع هؤلاء الأشخاص الحصول على قدر من الثقة والتوافق النفسي لانتهت هذه المشكلة تمامًا.
الغذاء.. والجنس
ويضيف أن البعض يربط بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان وقوة أو ضعف الأداء الجنسي، وهذا ليس بصحيح؛ فليس للغذاء -نقصًا أو زيادة- أي تأثير على العملية الجنسية، طالما أن هذا الغذاء في الحدود الطبيعية والمعقولة، لكن لو أن شخصًا لديه أنيميا أو نقص في مواد معينة في جسمه؛ فإنه يتأثر بذلك في العملية الجنسية، وكذلك التخمة في تناول الغذاء؛ فالتغذية السليمة هي المطلوبة، ولكن ما نسمع عنه من تناول النباتات والأعشاب مثل الطحالب البحرية وأجزاء من بعض الحيوانات (التمساح) لا تفيد في شيء بالنسبة للعملية الجنسية.
كما يعتقد البعض أن تناول بعض المخدرات مثل تدخين الحشيش واحتساء الخمور قبل ممارسة العملية الجنسية يزيد من قوة الأداء الجنسي، وهذا خدعة وأكذوبة ناتجة عن ثقافة موروثة.. فتناول تلك المواد وغيرها يدمر العملية الجنسية؛ لأن هذه المواد تؤدي إلى تدمير خلايا المخ ودائرة الهرمونات في الجسد، وإذا استمر الإنسان في تناولها يحدث له نوع من الشلل العصبي المدمر.
وفي نهاية حديثه يشير الدكتور بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بطب القاهرة إلى اعتقاد البعض أن القدرة الجنسية لا بد أن تنتهي في وقت ما عند تقدم السن، ويقول: حتى وقت قريب كانت فكرة أن يستمتع كبار السن بحياتهم الجنسية فكرة تدعو إلى السخرية، لكن الواقع غير ذلك؛ فالتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الإنسان عندما يتقدم في السن لا تعتبر عائقًا في سبيل الاستمتاع بالحياة الجنسية.. وهناك دراسة أمريكية أجريت على 800 شخص تجاوزت أعمارهم الستين أثبتت أن نسبة 97% منهم لا يزالون ينعمون بالقدرة الجنسية. إذن فليس هناك سن محددة للاعتزال، ولكن المعتقدات الخاطئة، وعدم الثقة بالنفس يمثلان الحاجز النفسي الأكبر أمام الاستمتاع بالحياة الجنسية.