بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله وبارك وبعد،
فإن الرب عز وجل يرسل إلى الناس ليبينوا للناس ما يجب عليهم من العبادات المتعلقة بالتوحيد الإلهي وما يجب عليهم كذلك من الشرائع المتعلقة بالواجبات وبالحلال والحرام ولقد كانت العبادات المتعلقة بالتوحيد تختلف ثقلاً وخفة كما كان الأمر في بني إسرائيل مثلاً الصلاة بالنسبة لهم ونبيهم موسى عليه الصلاة والسلام وكذلك نبيهم عيسى عليه الصلاة والسلام وذلك مبسوط في كتب التوحيد والشرائع وهذه الأمة المحمدية لا فرق بينهم وبين الأمم الأخرى في قضية التوحيد لأن ذلك يتعلق بالله عز وجل رباً وإلاهاً وإنما الخلاف بين الأمم في الشرائع المتعلقة بالحلال والحرام كما قال الله عز وجل في التوحيد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)
وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد) يعني أن الدين المتعلق بذات الله واحد وهو الإسلام فصفات الله تعالى وأسماؤه متفق عليها بين جميع الرسالات وإنما الاختلاف بين الرسل فيما يتعلق بالحلال والحرام والوجبات مثلاً كم في عدد الصلوات والصيام بين هذه الأمة وبين بني إسرائيل فالصلاة كانت عليهم خمسين صلاة وخففت على هذه الأمة إلى خمس صلوات في العمل وخمسين في الأجر كما حصل ليلة المعراج للنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما هو معلوم من قصة الإسراء والمعراج الموجودة في المراجع المتفق عليها ومما يذكر في هذا المجال انتقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ففيها بدأت قضية بيان ما يجب على الأمة مما يتعلق بما شرع الله من الحلال والحرام في العلاقات بين الناس وهكذا سواء في ذلك ما يتعلق في المعاش وما يتعلق بأمور الاجتماع بين الأمة في الداخل والخارج وأن الناس سواسية لا فرق بين أحد وأحد إلا بتقوى الله كما قال عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب).
إنني في ذلك ما كنت أريد بإلحاح أن أذكر المسلمين بذلك لأن الأمر واضح عندهم بالجملة ، ولكن أزعجني وقض مضجعي أو هكذا يجب أن يكون كذلك ما يتعلق بالقضية الأخيرة المتعلقة بالفرية العظمى التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي بشر به عيسى عليه السلام بأنه رسول الله إلى بني إسرائيل وأنه مبشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد وهكذا جاء في التوراة بأن على بني إسرائيل إتباع رسول الله وخاتم النبيين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والنص موجود في التوراة والإنجيل غير المحرفين ونحن على الاستعداد بالمباهلة بيننا وبين أحبر اليهود وقساوسة النصارى إن شاءوا بأن ذلك ما أخبر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل.
وبهذه المناسبة فإن المجرم الحقير في الدنمارك الذي أساء إلى المسلمين في كل مكان بالجريمة الكبرى التي لم يسبق لها مثيل فيما نعلم حيث أساء إليهم بالفرية العظمى بما هو معلوم لدى من اطلع على ما نشره الإعلام الدنماركي بانتقاص الإسلام والذي يؤمن به غالبية كبرى من البشر في أنحاء المعمورة وما جرى من ذلك المجرم فإنه لم يكن محصوراً بسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل تنقيصه يعم جميع الأنبياء والمرسلين وهكذا يكون هذا الإجرام الشنيع لاحقاً بمسبة الله تعالى الذي أرسل محمداً آخراً لجميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام ، وهكذا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وبقية المرسلين عليهم الصلاة والسلام ، وهكذا يكون هذا المجرم السحيق قد تخطى بجريمته النكراء إلى الاستهزاء والسخرية بالله عز وجل لأنه المرسل لمحمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء ولهذا فإن على جميع العقلاء إدراك ذلك جيداً والتأمل في تلك الحقائق بالتأمل المفضي إلى شناعة هذه الجريمة التي لم نعرف ولم نسمع لها مثيل كما أن على منظمة التجارة العالمية الذين يدركون حقيقة ما أوضحناه خصوصاً أتباع الديانات المختلفة أو المتعددة لأن كل ديانة قديمة وحديثة غير مستبعدين في هذه الجريمة النكراء خصوصاً الديانات التي تنسب إلى رسل الله والتي أشرنا إلى عمومها.
وختاماً على حكام المسلمين القيام بما يجب عليهم تجاه هذا الإجرام لأن ذلك من ضرورة انتماءهم إلى الإسلام وواجباته ، كما أن على علماء المسلمين توعية شعوبهم بالحذر الشديد الواعي مما يروج له أعداء الإسلام.
وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد والأنبياء والمرسلين.
كتبه: معالي الشيخ الأستاذ الدكتور / عبد الله بن عبد الله الزايد
رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً
ورئيس الهيئة التأسيسية لموقع علماء الشريعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله وبارك وبعد،
فإن الرب عز وجل يرسل إلى الناس ليبينوا للناس ما يجب عليهم من العبادات المتعلقة بالتوحيد الإلهي وما يجب عليهم كذلك من الشرائع المتعلقة بالواجبات وبالحلال والحرام ولقد كانت العبادات المتعلقة بالتوحيد تختلف ثقلاً وخفة كما كان الأمر في بني إسرائيل مثلاً الصلاة بالنسبة لهم ونبيهم موسى عليه الصلاة والسلام وكذلك نبيهم عيسى عليه الصلاة والسلام وذلك مبسوط في كتب التوحيد والشرائع وهذه الأمة المحمدية لا فرق بينهم وبين الأمم الأخرى في قضية التوحيد لأن ذلك يتعلق بالله عز وجل رباً وإلاهاً وإنما الخلاف بين الأمم في الشرائع المتعلقة بالحلال والحرام كما قال الله عز وجل في التوحيد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)
وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد) يعني أن الدين المتعلق بذات الله واحد وهو الإسلام فصفات الله تعالى وأسماؤه متفق عليها بين جميع الرسالات وإنما الاختلاف بين الرسل فيما يتعلق بالحلال والحرام والوجبات مثلاً كم في عدد الصلوات والصيام بين هذه الأمة وبين بني إسرائيل فالصلاة كانت عليهم خمسين صلاة وخففت على هذه الأمة إلى خمس صلوات في العمل وخمسين في الأجر كما حصل ليلة المعراج للنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما هو معلوم من قصة الإسراء والمعراج الموجودة في المراجع المتفق عليها ومما يذكر في هذا المجال انتقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ففيها بدأت قضية بيان ما يجب على الأمة مما يتعلق بما شرع الله من الحلال والحرام في العلاقات بين الناس وهكذا سواء في ذلك ما يتعلق في المعاش وما يتعلق بأمور الاجتماع بين الأمة في الداخل والخارج وأن الناس سواسية لا فرق بين أحد وأحد إلا بتقوى الله كما قال عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب).
إنني في ذلك ما كنت أريد بإلحاح أن أذكر المسلمين بذلك لأن الأمر واضح عندهم بالجملة ، ولكن أزعجني وقض مضجعي أو هكذا يجب أن يكون كذلك ما يتعلق بالقضية الأخيرة المتعلقة بالفرية العظمى التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي بشر به عيسى عليه السلام بأنه رسول الله إلى بني إسرائيل وأنه مبشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد وهكذا جاء في التوراة بأن على بني إسرائيل إتباع رسول الله وخاتم النبيين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والنص موجود في التوراة والإنجيل غير المحرفين ونحن على الاستعداد بالمباهلة بيننا وبين أحبر اليهود وقساوسة النصارى إن شاءوا بأن ذلك ما أخبر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل.
وبهذه المناسبة فإن المجرم الحقير في الدنمارك الذي أساء إلى المسلمين في كل مكان بالجريمة الكبرى التي لم يسبق لها مثيل فيما نعلم حيث أساء إليهم بالفرية العظمى بما هو معلوم لدى من اطلع على ما نشره الإعلام الدنماركي بانتقاص الإسلام والذي يؤمن به غالبية كبرى من البشر في أنحاء المعمورة وما جرى من ذلك المجرم فإنه لم يكن محصوراً بسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل تنقيصه يعم جميع الأنبياء والمرسلين وهكذا يكون هذا الإجرام الشنيع لاحقاً بمسبة الله تعالى الذي أرسل محمداً آخراً لجميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام ، وهكذا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وبقية المرسلين عليهم الصلاة والسلام ، وهكذا يكون هذا المجرم السحيق قد تخطى بجريمته النكراء إلى الاستهزاء والسخرية بالله عز وجل لأنه المرسل لمحمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء ولهذا فإن على جميع العقلاء إدراك ذلك جيداً والتأمل في تلك الحقائق بالتأمل المفضي إلى شناعة هذه الجريمة التي لم نعرف ولم نسمع لها مثيل كما أن على منظمة التجارة العالمية الذين يدركون حقيقة ما أوضحناه خصوصاً أتباع الديانات المختلفة أو المتعددة لأن كل ديانة قديمة وحديثة غير مستبعدين في هذه الجريمة النكراء خصوصاً الديانات التي تنسب إلى رسل الله والتي أشرنا إلى عمومها.
وختاماً على حكام المسلمين القيام بما يجب عليهم تجاه هذا الإجرام لأن ذلك من ضرورة انتماءهم إلى الإسلام وواجباته ، كما أن على علماء المسلمين توعية شعوبهم بالحذر الشديد الواعي مما يروج له أعداء الإسلام.
وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد والأنبياء والمرسلين.
كتبه: معالي الشيخ الأستاذ الدكتور / عبد الله بن عبد الله الزايد
رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً
ورئيس الهيئة التأسيسية لموقع علماء الشريعة